الثلاثاء، 2 أبريل 2013

كلنا محمد فال ولد بلال: بقلم محمد ولد سيد احمد


قد يكون جرم الوزير السابق والسفير والوجيه الاجتماعي المرموق وقائد الرأي المحنك محمد فال ولد بلال انه عبر عن رأيه بشجاعة وقوة وأمانة وصدق وأنه اختار خندق الشعب الموريتاني الحائر في تصرفات منسوبة لشخص يفترض أن يكون فوق الشبهات...
والتاريخ يعلمنا ان البقاء للأصلح وان الأعمال بخواتمها وان الرجوع إلي الحق احق....
وقد اختار ولد بلال طريقا صعبا لا إغراء فيه واختار منتقدوه طريقا سهلا قد يوصل لغايات آنية ولكن سالكه سائر إلي هلاك محتم حين تغرق السفينة وهي فعلا بدأت تغرق...
كل ما في الموضوع ان مخبرين سابقين من جنسيات اجنبية ومن عصابات دولية نشروا وقائع تتعلق بصفقات مشبوهة وادعوا ان طرفها الرئيسي كان محمد ولد عبد العزيز واصاب وقع هذه الاتهامات الرأي العام الوطني في الصميم وكان على رئيس الفقراء رافع شعار محاربة الفساد ومن حوله ومن يدعي بدافع المصحلة والنفاق الدفاع عنه ان ينصح الرئيس بأن يبين للرأي العام ان الموضوع تلفيقات وسمسرة إذا كان فعلا كذلك – وكان على "الغيورين" ان يكونوا اول الدعاة للتحقيق من اجل انتصار الحقيقة فهذا هو المسار الذي يخدم الرئيس ويعيد للبلد قسما ولو ضئيلا من كرامته المخدوشة... بعبارة اخري كان عليهم بدل تحويل الغنم الي خنازير برية وشيطنة ولد بلال تحويل الخنازير البرية إلي غنم وترك ولد بلال وشأنه فهو لم يقترف جرما وهو هذه المرة في منعة اخلاقية وعلى محجة وطنية بيضاء... لقد أذهله ان تمس كرامة الرئيس وتخدش قدسية ورمزية الذات الوطنية الموريتانية في شخص الرئيس وعبر عن رأي حصيف بلغة متحضرة حافة بليغة المعني والمبني وبنبرة صادقة... وما لم يدركه دونكيكشتيو الطابور الخامس هو انهم اساءوا إلي الرئيس من حيث ارادوا التزلف وان ولد بلال نطق بلسان وضمائر ثلاثة ملايين موريتاني صدمتهم الحكاية من اصلها ولم يقدم لهم أي تفسير منطقي حتي الآن...
أن جوهر المشكل هو ان هنالك اتهامات محددة بالاشخاص والاماكن والتواريخ والوقائع موجهة لأسمي شخصية في الدولة ويجب دحضها والتحقيق بشأنها وتنوير الرأي العام حولها وتحديد مآلاتها الاخلاقية والقانونية هذا هو الموضوع وهذا هو بيت القصيد وغيره نقيق ضفادع انهكتها ملاحقة سراب الحظوة في زمن غير مصنف اخلاقيا.
لقد نجح ولد بلال بحصافة رأيه وبلاغة قوله وشجاعة مقصده في ان يعبر عن خلجات كل الموريتانيين في قضية محورية كان لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها وعلى ممارسي العذيطة الدفاعية الكاذبة عن الرئيس ان يتركوه وشأنه ويصوبوا سهامهم نحو مصدر الاتهام ويقدموا للرأي العام ما في جعبتهم من دفاعات مؤسسة عن كبيرهم ان كان بقي في جعبتهم أي شيء وطبعا فكل إناء بالذي فيه يرشح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق