الجمعة، 27 مارس 2015
الأحد، 22 مارس 2015
ولد عبد العزيز.... و الزيارة الصامتة / بقلم إسلمو ولد أحمد سالم
منذ السادس من أغسطس ، على مدى سنواته الخمس في المأمورية الأولى ، عودنا
رئيس الجمهورية على العديد من الخرجات
الإعلامية الكثيرة ، بعضها خلال الزيارات التي يقوم بها للولايات ، و بعضها في
مقابلاته العلنية مع الصحافة ، و حتى و هو على سرير المستشفى في حادثة الرصاصة
المشهورة خرج الرئيس على الإعلام ، و ربما كانت الحالة الوحيدة التي يتفق الجميع
أنها حدثت في الوقت المناسب .
و قد تراوحت كل التصريحات الصحفية للرئيس
خلال هذه الخرجات بين الردود المباشرة على المعارضة ، و الهجوم اللاذع عليها و حتى
السخرية منها .
و لم تلك
التصريحات المباشرة وحدها التي تكرس هذا المنحى، بل إن مسلسل التعامل مع المعارضة من
طرف جميع أعضاء الحكومة منذ البداية و استصغارها،
وتهميشها في الدينامية السياسية للبلد كان الطابع العام للحياة السياسية في هذه
الفترة ، مما شكل مناخا مناسبا للاحتقان السياسي و الاجتماعي ، و أرضية خصبة للمحاولات الخارجية لزعزعة الاستقرار و تشجيع
التطرف .
خلال الزيارة
الأخيرة للحوضين ، و على غير العادة ، لم ينظم ولد عبد العزيز أية مهرجانات خطابية، بل كانت المداخلات كلها مقتضبة ، و الأجوبة
على الأسئلة القليلة قصيرة ، الأمر الذي
جعل المراقبين يتساءلون عن دواعي الصمت لدى الرئيس.
يفسر البعض الظاهرة هذه على أنها رسالة إلى المعارضة بجدية الحوار ، و رغبة
الرئيس في انطلاقه ، و استعداده لطرق جميع النقاط المطروحة ، و يرى آخرون أن مشكلة
"أسنيم" و حساسيتها جعلت الرئيس يقلل الحديث و يحاول إبراز صورته للرأي
العام على أنه صاحب انجازات ميدانية شملت جميع مناحي الحياة و في كل أنحاء الوطن ،
و هو ما انعكس في الكم الهائل من التدشينات ، و التي قد تصل تكاليف بعضها إلى نسبة
قليلة من تكاليف الزيارة نفسها على خزينة
الدولة.
فيما ذهب البعض الآخر إلى النظر إلى الأمر من زاوية مختلفة ، إذ يرى أنها هي محاولة لاستقراء الساحة و تهيئتها لحراك شامل
، قد يكون على شكل مسيرات أو مبادرات تطالب بتغيير الدستور و حل المجالس المحلية و
التشريعية ، مما قد ينتج أرضية مواتية لسيناريو بوتن- مدفيدف ، مع تحسينات قد ترضي بعض
أحزاب المعارضة ، كتقليص صلاحيات الرئيس ،و تعميم النسبية في الانتخابات النيابية و تقليص مدة مأمورية الرئيس و البرلمان إلى أربع
سنوات.
و مهما يكن من أمر فإن هناك مخاضا ما لم تتضح معالمه ، فيما يطبع الرأي
العام مزيج من الخوف و القلق على مستقبل و استقرار البلد في هذا الخضم المتلاطم الصراعات الدامية التي
تقترب من الحدود.
أملنا أن يتطور الوطن ، لكن خوفنا على استقراره يجعلنا نفضل عدم البناء على
الدمار ..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)