السبت، 18 يناير 2014

دعــوة المرابطين: التبرُّع من أجل الهزيمة / ناجي محمد الإمام

ليس وطنيا من لا يحب أن يرى راية بلاده خفاقة فوق الملاعب و السواري و الشاشات منتصرة جذلى يفيض الفخر على جباه
لا عبيها يتبزلون بعرق الجد والجهد و التضحية لتبقى فوق الهامات و يعلو سلامها الوطني بلغة التوحيد والإجلال لواهب النعمة و العزة والرقي...
لكن...
ليس هناك ، في المقابل ، وطني صريح الإنتماء لأرضه ، يرضى بأن يبقى المنهج و المسلك والمسؤولون عنهما ،سواء كانوا مؤطرين أو مدربين أو صناع قرار أو منتجي خطط ، و حتى مشجعين ومذيعين و محللين ، يتربعون على مقبرة الهزائم ، وهم يعيدون تمريغ كرامتنا بالوحل ، منذ أربعين سنة ،يورثون الرياضة والشباب لأبنائهم ويبنون القصور لأنفسهم و المذلة لوطنهم...
إن الإصلاح مصطلح غائب عن الرياضة الموريتانية ، فهي جزيرة مملوكة عقاريا لعصبة من الناس لا يطالها التغيير حتى إلى الأسوء، إنها تركيبة خاصة ولغة خاصة و استهتار بكل القيم الوطنية ...
لقد أضحت الرياضة في العالم الإستهلاكي ، اليوم ،صناعة مربحة سُلِّعتْ ليستغني الأفراد الذين يمارسونها وتغنى مؤسساتهم الوطنية لتنتج قيمة مضافة للبلد، وأصبحتْ ، معنويا ، فوق ذلك مدرسة تربية مدنية تجمع قلوب المواطنين على الإنتماء إلى هذه الخرقة القماشية التي ترمز إلى وطن عليهم أن يحبوه و يجلّواُ سكانه ويفدوا سمعته بالأرواح...
فهل كتب علينا أن ندفع ثمن هذا التخريب المتعمد لكرامة شعب و مقدرات مسكين يدفع الضرائب و يئن تحت تكاليف ليست للدنيا و لا للدين آخرتها بدعة التبرع للحصول على "الهزائم"!!؟؟
إن عشرات الآلاف من نفائس المخطوطات التي تساوي بحساب السوق مليارات الدولارات تأكلها دابة الأرض دون أي ميزانية ولا حملة تبرعات ، و ان المعهد الموريتاني للبحث الأثري عاجز عن تسيير بعثة للتنقيب ، بل عن دفع مستحقات من يحرس آثار"قم بصالح" التي نفخر بأنها عاصمة امبراطورية غانا العظمى...
إن بلدا سمعة علمائه اخترقت الآفاق غير قادر على طباعة ديوان شعري واحد أو إقامة تظاهرة ثقافية عالمية واحدة كفيلة باستجلاب حركة سياحة ثقافية هائلة ــ و ينفق مئات الملايين ويتبرع بمئات أخرى من أجل التمتع بمازوشية تعذيب الذات باقتراف الهزائم ــ لجدير بالعلاج النفسي من حالة تثيــرُ شفقة المحب و سخرية العدو...

نامتْ نواطير مصر عن ثعالبها :: وقد بشمن و ما تفنى العناقيدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق