السبت، 4 يناير 2014

تدوينات بعض أبناء المقاطعة

Ennaji Bellal
هذه صورة تاريخية على ضفاف النهر بمدينة كيهيدي (عروس النهر) أضع فيها على رأسي قبعة هذا الرجل (التِّبَلًّاوي) الماهر التي أرفعها احتراما له فقد تضلَّعْتُ في هذا المساء الجميل من غريب الأخبار و طريفها عن خفايا و أسرار (النهر) و قصته التي نسجتها تجارب الزمن الطويل و كأنك تقرؤها في محياه من خلال تجاعيد و جهه و هو يمسح عرق الذكريات المتراكم و يتحدث إليك بنبرة كأنها تُخفى التأوه و الحنين لعصور ذهبية سالفة و تتسابق أنفاسه للآه و هو يحكي سلسلة مغامراته الشخصية و مغامرات أبطال بعضهم رحل عن عالم الدنيا و عيناه تكاد تغرورقان بالدمع فقد حكى لي أثناء الرحلة قصصا أغرب من الخيال عن دوره في التصدي لوحوش البحر وفق اتفاقية خاصة ومعقدة بين رجال "المجتمع التيبَلَّاوي" و عالم "وحوش البحر" بحيث تلتزم بعدم مهاجمة ضيوفه و طاقمه إطلاقا أثناء العمل أو عبور النهر مقابل إخلائه للوحوش في أوقات معينة يكتشفها رجال البحر بذكاء و احتراف نادر فيتم تنبيه العامة عبر مكبرات الصوت في المساجد المطلة على النهر بعد صلاتي العشاء و الصبح .
تكلم رحلتي الممتعة مع (آمدو) الغريب هذا إذ كانت قصصه مُسلِّية بحسانية متكسرة و كلمات بولارية تدخل عني في الظلام أحيانا لولا إتقان أحد مرافقيه الشباب للحسانية .
و بالمناسبة فقد اكتسبْتُ "ثقافة متوسطة" عن المجتمع الناطق ب (البولارية) و يُعتبر رجال البحر أو "التِّيبَلَّاتَنْ" من طبقة اجتماعية محورية في المجتمع هناك فهم المتخصصون في شؤون "النهر" و عالمه الفسيح و لهم اليد الطولى في الإقتصاد مناصفة مع الفلان المزارعين (لنا عودة لموضوعهم بإذن الله) .
فقوام الموائد في زمن الصيف و (فترة ما قبل حصاد الزرع) ظل دائما يعتمد على حصاد رجال البحر من أسماك يتم الإتفاق بشأنها - بطريقة أقرب للخيال و الأسطورة - مع وحوش البحر و طوارقه الطارئة !!!!!!!!
و لذلك يتحكمون في حركة السوق و شؤون العباد لفترة طويلة من السنة هذا طبعا قبل زماننا اليوم حيث صار العالم قرية واحدة .
رحلة ممتعة جعلتني أعشق النهر الجميل و أعيش بوجداني قصة صراع الإنسان الأبدي مع شح الطبيعة و قساوتها جعلتني أتعرف على طبقة اجتماعية رأسمالها القوة و الشجاعة و العمل النبيل و أرتشف من أخلاق هذا الفُلاني العظيم زلالها .
(يتواصل بإذن الله)
Mourtada Salem
واقع التعليم في المقاطعة2 : ثانوية مكطع لحجار خرجت اجيال متميزة ...اليوم تشهد تدني كبير في مستوي طلابها في المستويات الموجودة وغياب التخصصات العلمية واساتذة لها مع هشاشة البني التحتية وانهيارها وغياب تام للصيانة ...الثانوية تشهد واقع مزري سبب في هجرة اغلب سكان المقاطعة الي انواكشوط لتامين مستقبل ابنائهم .......واقع مزري وخطير ويدق ناقوس الخطر علينا جميعا ان نسلط الضوء علي هذا الواقع لانقاذ ما يمكن انقاذه .....

بعد رحلة دامت قرابة السنة، توزعت مابين سجن ألاك وسجن دار النعيم، أخيرا ابنا المقاطعة ، زنبغر و محمد محمود التابع يستنشقان هواء الحرية ويعودان للمقاطعة .
ـ طيلة الفترة التي قضاها محمد محمود وزنبغر في السجن لم يستشعر ذويهما با الإنتماء للمجتمع وحاضنته الدافئة العادلة ... فمابين بكاء قديجة ولوعتها وألم أسرة محمد محمود معيلها يضيع من لا يحملون رأس المال الرمزي ومن يفتقدون سياج المال والجاه ..
ـ الجريمة تبقي جريمة وبالطبع لها دوافعها وأسبابها والجاني يجب أن يعاقب من دون شك ، ولكن بالمقابل حين يقف المجتمع كما يفعل دائما في وجه معاقبة أصحاب الجرائم ألا يجب أن يكون أبنا
لو سئلت عن أسباب ميلي للاشتراكية لأجبت : إن ما أطمع به منها ليس زيادة في ثروة المعامل بل في ثروة الحياة و ليس همي أن يتساوى الناس في توزيع الطعام بقدر ما يهمني أن يتاح لكل فرد إطلاق مواهبه و قواه وقد لا يرى العامل الرازح تحت بؤسه في الاشتراكية إلا وعدا بأن يأخذ ما هو محروم منه و لكني لا أنظر إليها أنا إلا كعطاء دائم سخي بأن نعطي الحياة أضعاف ما بذلته لنا.(...) إذا سئلت عن تعريف للإشتراكية فلن أنشده في كتب ماركس ولينين و إنما أجيب : ’’إنها دين الحياة , وظفر الحياة على الموت ’’
المفكر العربي المسلم ميشل عفلق
Elhacen Cheikh Elghourbi
حتي نكون منصفين :القوم ليسوا سواسية وأعني هنا الإخوة في اليسار. المسألة لاينبغي تعميمها على تيار أصيل من هذا الوطن.ولاينبغي أيضا الإيحاء بأن حزبا تواصل واتحاد قوي التقدم هما من تعنيهم أو أي شريحة معينة . القضية أصبحت قضية الكل مجتمع بأكمله انتهكت مقدساته وخدشت مشاعره الدينية التي لامجال للمساومة عليها بأي حال .وبالتالي إلباسها طابعا معينا أوحتي تعميمها على أشخاص لاناقة لهم فيها ولاجمل يجانب الصواب وظلم غير مبرر.صحيح أن هناك من أخذ من هذه الواقعة موقفا إيجابيا أوحتي تبناها وهذا يتساوي في الجرم هو وفاعله لكن هذا لايعني بالمرة تجاوزها إلي آخرين لمجرد أنهم من هذا التيار أوذاك .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق