الخميس، 2 يناير 2014

مسجد "كُتاكَ" في مدينة كيهيدي (تدوينة) ....الناجي الطيب بلال

صورة لمسجد جامع في مدينة كيهيدي و بالتحديد في حي "كُتاكَ" (Getage) السوننكي العريق هنا تقف العبارات عاجزة عن وصف المشاعر !!!!!!!!!!
صرح ديني شامخ يَتَهجَّى فيه الزنجي العظيم حروف العربية بصعوبة يمتصها بجد و عزيمة لاستيعاب دين الله باللسان العربي الفصيح و بسرعة قياسية بدافع الإيمان الفطري .
يرتفع فيه الأذان آناء الليل و أطراف النهار ليشُقَّ صمتَ الأزقة بتخطيطها العمراني العتيق الذي صُمم للمارة و الدواب قبل أن تعرف المنطقة دابة تسمى (السيارة) و لكن كل الطرق تؤدي إلى المسجد و هذه من محاسن العواقب للقادمين الجدد على الحي .
في هذا المسجد "التحفة المعمارية البديعة" يجتمع رجال الحي بعد صلاتيْ المغرب و الصبح للتسبيح و التهليل و التكبير و الصلاة على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم في أوراد يومية دائمة تُعلنها صرخة ضراعة كبرى ترفع البلاء عن المدينة و أهلها بل عن أهل الأرض بإذن الله تعالى .
في المسجد العتيق هذا تجد (تيرنو) الحاج آمادو كويتا يتوسط طلاب العلم و يشرح النصوص الفقهية الصعبة بلهجة سننكية أو بولارية بسيطة .
و تسمع في جنبات المسجد الكبير تلاوات قرآنية تعبق بالإنكسار و الخضوع و تشعر أن حاجز اللغة ينكسر تماما أمام عزيمة جيل المسلمين هذا .
في كل أرجاء الحي الوديع تلقاك ابتسمات و تبادل للتحايا تُمثل نكهة معتقة من خمر الوحدة الوطنية و التآخي في الله .
جرعة إيمانية قوية أخرى يُقدمها الإمام الورع الوقور أسبوعيا بلكنة إفريقية عظيمة تُشعرك بأن رسالة الإسلام العظمى قد وصلت و بلغتْ حدودها القصوى .
فشكرا لمن يتجشم عناء (التعتعة و التلعثم) و ثِقَل الحركات و الأحرف العربية في سبيل الله .

تحية مني لحي "كَتاكَ" و مئذنته الشامخة المتعطرة بأجواء التكبير و التهليل و لي وقفات أخرى مع مدينة "كيهيدي" عروس النهر بإذن الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق