الجمعة، 10 مايو 2013

نائب مكطع لحجار والمقاولة السياسية ... المامي ولد جدو


هناك أسماك تعيش في المياه الباردة لكنها قليلة، وأسماك تعيش في المياه الدافئة وأخرى تعيش في الأعماق، و أسماك تعيش على السطح، و كما نتعجب من حياة شعب الأسكيمو في أقاصي القطب الشمالي المتجمد فإن العجب نفسه ينصب على معجزة الحياة في قفار رمال الصحراء الحارقة مثلنا، كلتا الحالتين المتنافرتين في كل شيء، تتفق على
 شيء واحد هو العيش على حافة الموت بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معنى، الموت من التجمد والموت من الحرارة.
وتلك علامة لتباين الأيديولوجيا والتناقض في الطرح والنهج و السياسة للكثير من منتخبينا "المحترمون" لتبرز  كماركة مسجلة  لدى منتخبينا وآخر ما طالعنا به الإعلام احتفاء "التواصليين" بانضمام نائب مكطع لحجار مولاي ولد ابراهيم الذي لم يشارك في تظاهرات العطش لسكان المقاطعة، حيث يدير أعماله هنا في العاصمة، وتمكن السكان من خلال الضغط الشعب من تحقيق مطالبهم وتحييد المنتخبين المتملقين.
مولاي –كما هو معلوم- أنشق عن حزب الاتحاد والتغيير الذي انتخب من خلاله ، وانضم لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، أنسحب من المعارضة للمولاة، وأمس أنسحب من الموالاة نحو المعارضة، ويبدو أنه -حسب المتابعين- استقر أخيرا في بيته، بعد تنفيذه لمهمات استطلاعية داخل تلك الأحزاب.
وبما أن النائب المحترم مقاول مشاريع، فلعله يحمل كذلك مقاولته السياسية نحو كل حزب يتنقل إليه مع جماعته السياسية، أو بالأحرى جماعته النفعية، إنه عهد الفتوح السياسية، وآخر ما تفتقت عنه قريحة سياسيينا الذين تلهج السنتهم بإيمانهم بالمبادئ الديمقراطية في حين أنهم يرمون بتلك المبادئ على عتبات كل حزب يغادرونه، فكما يعلم القاصي والداني أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية، فكيف يرتحل هؤلاء في مدارات فلك الأحزاب، إن كان لاختلاف، فالديمقراطية تفرض احترام رأي الأغلبية، وإن كان لتناقض في الأفكار والرؤى فالأحرى بهم أن لا ينضموا لأحزاب يختلفون معها فكريا.
هي إذا نقاهة سياسية تقود النائب المحترم للتحول بين هذا وذاك، يأخذ من كل طبق قطعة، أو بالأحرى من كل طبخة ملعقة، الشيء الذي يدل على أن من يتصدون للشأن العام لا يؤمنون بفكر أو طرح معين، يتغيرون ويتبدلون حسب أهوائهم وأمزجتهم قبل سيريان مفعول القانون المنظم لحالة الترحال المنتشرة في الوسط السياسي ، بحيث يرحل المنتخب حيث شاء ولكن بدون المقعد، الذي يبقى للحزب الذي انتخب من خلاله ذلك الشخص المنسحب، أما أولئك الذين لديهم مجموعات يسوقونها مثل القطعان أينما حلوا فذلك أمر آخر، حيث أنها تبقى كتلة تتحرك داخل أي مؤسسة سياسة تلتحق بها وأحيانا تكون عكس التيار، ويحسب لها حساب آخر كأنها حزب داخل الحزب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق