الخليفة ولد محمد الراظي ، شخصية محورية اجتماعيا و سياسيا، و رجل معروف
بأخلاقه الرفيعة و تواضعه الشديد ، وبسلاسة
تعامله مع الآخرين أنصارا و معارضين ، دخل في مجال المجموعات المحلية منذ نشأتها مستشارا
بلديا ، ثم عمدة منذ انتخابات 1999 و قد حافظ على هذا المقعد حتى الآن . (موريتانيا
اليوم ) حاورت الرجل حول رؤيته للوضعية السياسية
في بلديته و عن انجازاته و أهم العقبات التي تعترض مسيرته التنموية ، كما تحدثت معه
عن انسحاب النائب ملاي ولد إبراهيم و عن وضعية حزبه ( حزب الاتحاد من أجل الجمهورية
) في البلدية التي يسير شؤونها.
موريتانيا اليوم : نشكركم السيد العمدة على إتاحة هذه الفرصة ، كيف تقومون
أداء العمل البلدي في بلدتكم و ما هي أهم العقبات التي تعترض هذا الأداء؟
العمدة الخليفة ولد محمد الراظي : أنا كما ذكرتم واكبت العمل البلدي منذ
نشأته و قد كان في البداية محصورا على آثاره السياسية ، أي أن المواقع الانتخابية هي
محل تنافس بين سكان البلديات ، و أما ما يتوقعه المواطن من تحسين في الخدمات فقد كان
الاهتمام به ضئيلا ، لكننا منذ أخذنا هذه المهمة اتجهنا إلى تحويل البلدية إلى مؤسسة
تهتم بكل القضايا التي تهم سكان بلديتنا ، و كما تعلمون فإن بلديتنا بلدية زراعية رعوية
مما جعلنا نوجه اهتماماتنا إلى كلما من شأنه توفير الخدمات الأساسية لساكنة مشتة بين
عدة قرى و تجمعات سكنية ، و تجسد ذلك في بناء المدارس و النقاط الصحية ، و القيام بحملات
توعوية في مجال الصحة و الوقاية من الأمراض و تلقيح الأطفال , و قد تميزت هذه الفترة
ببناء مكاتب عصرية للبلدية مجهزة بأجهزة ألكترونية و بالطاقة الشمسية مما سهل حصول
المواطنين على الخدمات الإدارية المحلية بطريقة سلسة ، كما قمنا ببناء أسواق و بنوك
للحبوب في عدة مناطق من البلدية ، والأهم من ذلك أننا حزنا ثقة الممولين مما مكننا
من الحصول على عدة مشاريع كبيرة استفاد منها المواطنون ، أما العقبات فاهمها التشتت
الذي أشرت عليه بالنسبة للساكنة إضافة إلى حاجة العقليات إلى مواكبتها لمتطلبات العصرنة
، إلا أن مشكل العزلة و نقص المياه الصالحة
للشرب تبقى مشاكل ملحة تتطلب إرادة مركزية حتى يتسنى التغلب عليها ، و هو الأمر الذي
سعينا من أجله في طرح هذه المشاكل بإلحاح على الجهات العليا ، و ثقتنا كبيرة أنها ستجد
طريقها للحل في ظل ثقتنا في القيادة السياسية التي تسير البلد.
موريتانيا اليوم : تتحدث مصادر
إعلامية عن تصدع داخل الحزب الحاكم و انسحابات كبيرة مع التحاق النائب ملاي ولد إبراهيم
بحزب تواصل ، ما هو تقييمكم للموقف؟
العمدة الخليفة ولد محمد الراظي : النائب ملاي ولد إبراهيم سينسحب فعلا
بصورته الشخصية ، و أنا احترم له رأيه ، فربما هي قناعة أملتها عليه تحليلاته للواقع
، أما عن وضعية حزب (الاتحاد من أجل الجمهورية ) في البلدية فهي مريحة جدا و لم تتأثر
بانسحاب النائب ، و تتجلى هذه الحقيقة بتقييم الوضعية من ثلاث زوايا : أولها أن التجمعات
القروية لا زالت على ولائها للحزب و هو واقع
يتجلى في مدينة واد أمور و التجمعات
السكنية : "ليردي" و "الطوبة"
و "محمد الزين" و"بوفكيرين" و "المشروع" و :آكميمين"
و غيرها ، ثانيها أن القيادات التقليدية و الوجهاء و الفاعلين في شتى المكون الاجتماعي
لا زالوا على مواقفهم ، و ثالثها أن الأطر المنحدرين من البلدية لا زالوا متمسكين بنفس
الخيار.
قد يخيل لمن سمع بخبر انسحاب النائب أن الأمر سيؤثر على البلدية و على
المقاطعة بصورة عامة ، و لكن من هو في الميدان
يعلم أن الخريطة السياسية بعد الانتخابات قد
أفرزت موازين القوى في الحزب الحاكم و الانتخابات
الرئاسية دليل ساطع على ذلك و قد جرت في غياب النائب فقد كان وقتها في حزب (حاتم) و
لعل نتائج حاتم في هذه الانتخابات دليل داعم لهذه الحقيقة .
موريتانيا اليوم : في ظل الحديث عن الانتخابات البلدية و النيابية ، هل
أنتم طامحون للمحافظة على كرسي العمدة ؟
العمدة الخليفة ولد محمد الراظي : نحن أعضاء في حزب لديه آليات محددة لاتخاذ
القرارات ، و لكنني لن أتقاعس عن خدمة الوطن من خلال متابعتي للمسيرة التي بدأتها مع
سكان واد آمور إذا ما أصروا إلى انتدابي للمهمة من جديد .
لقد استطعنا خلال السنوات الماضية بناء جسر من التواصل مع المواطنين مبني
على الصراحة و الثقة ، هذا الرصيد سيسهل المهمة إذا ما طلب منا متابعتها.
موريتانيا اليوم : ما هو تقييمكم للوضعية السياسية على المستوى الوطني
؟
العمدة الخليفة ولد محمد الراظي :
يرى البعض أن هناك أزمة سياسية خانقة
و أنا أرى أنه ما دامت هناك مبادرات تسعى إلى قطع الطريق على من يريدون تسويق
هذه الأزمات المزعومة ، أن تسعى السلطات إلى التفاعل معها و السعي إلى خلق جوي توافقي
تجري في ظله انتخابات نزيهة و هي ما ستفرز ممثليين للمواطنين ، تمهيدا للانتخابات الرئاسية
القادمة .
لكننا جميعنا يجب أن نقف صفا واحدا في وجه من يحاول المساس بوحدتنا الوطنية
أو زعزعة السلم الاجتماعي أو الاعتداء على حوزتنا الترابية و المساس بأمننا
موريتانيا اليوم : نشكركم .
العمدة الخليفة ولد محمد الراظي : و أنا أشكركم بدوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق