الاثنين، 3 يونيو 2013

محمد فال ولد بلال على الفيسبوك



انضم إلى الفيسبوك يوم السبت 1 يونيو2013 عند الساعة 07:38 مساء  

التدوينة الأولى
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، و بعد
بعد سنوات من التردّد و الحيرة، ها هو أخوكم هذا الفقير إلى رحمة ربّه، و التّائب من ذنبه، و الأمي في تقنيات لا تعود لعصره ...يقرّر ، نزولا عند رغبة الشباب و تحت ضغط الإخوة و الأحباب ، الولوج إلى عالم الأنترنت و بالذّات الغوص على بركة الله في محيطات الفيسبوك ...على متن مركب قديم و بجهل كبير لقواعد الإبحار...لذا، دعوني ألتمس من جنابكم العذر و العفو و المسامحة في أي زلة لسان أو هفوة قلم أو تعليق في غير محلّه أو صمت مريب أو سهو أو نسيان...قد يؤخذ على هذه الصفحة ممّا لا يتلاءم أو يتناسب مع لغة العصر...و آدابه...و مقدّساته... و كلّي أمل أنّكم ستقابلون بضاعتي المزجاة ...بالكيل الجزيل و الصّداقات الوافرة...

التدوينة الثانية
"تواصل"و أزمة النقل و العطش...
"من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له".
بينما يصرّ بعض الساسة و الأحزاب على الظهور في البرامج الحوارية لإقناع الناس ...يصرّ الإسلاميون على التّواجد في الشارع و المجتمع بأعمال مجتمعيّة خدميّة. بالطبع لا يمكن الحكم على تلك الأعمال بأن الهدف الرئيسي منها هو الحصول على أصوات الناخبين ، كما يحلو للبعض اتهامهم ، و هو خوض في النوايا لا يقلّ سوءا عن الخوض في الأعراض. فأعمال الخير الخدميّة هي أهداف إسلاميّة في حدّ ذاتها تستمدّ شرعيّتها من النصوص و التّعاليم الدينيّة بعيدا عن الحسابات السياسيّة...لكن الحقيقة أيضا أنّ من يخدم النّاس هو الأقرب إليهم...كما لا شكّ أنّ تلك الأعمال المجتمعية تُولّد احتكاكا و تواصلا بين "التواصليين"و طبقات المجتمع ممّا يولّد حوارا و علاقات إنسانيّة تصبّ لصالح حزبهم في المحصّلة النّهائيّة...فالأحزاب الإسلامية ، هنا في موريتانيا و في غيرها من الدول العربية و الإسلامية ، جماعات ملتزمة و منظمة بدقّة ، و حاضرة على الأرض عبر برامج اجتماعية و تنموية و مشاريع دعم صغيرة، لا تحمل مضامين سياسية، و إن كانت...تخلق الولاء

التدوينة الثالثة
بطلب من بعض الإخوة ، أعود هنا للتذكير بالمصائب الثلاثة التي تمثل حسب رأيي أمّ مآسينا و أصلها ، لغرض الدراسة و التحليل عسانا نتغلب عليها و نتعافى.
المصيبة الأولى : المبالغة و الغلو
بمعنى أننا لا نعرف الاعتدال و الوسطية في الحكم على الأشياء. المقاييس عندنا عرجاء، و الأمور محكومة بثنائية غريبة : إما أن تكون فائقة الجمال و الكمال، و إما أن تكون غاية في الرّداءة و الابتذال. و كذا الشخص في تصوّرنا، إما أن يكون بطلا مقدسا، و إما أن يكون خائنا و عميلا. لا وسط بينهما. و بهذا الغلو الزائد و المبالغة في الأشياء، نكون دائما في إحدى حالتين : إماّ ألاّ ندرك و لا نعي فينا أوجه الخلل و الضعف بسبب "تمجيد" الذّات ، و إمّا أن نبقى أسرى اليأس و الإحباط بسبب "جلد" الذّات...
و هكذا نكون في أغلب الأحوال منقسمين ما بين "مدّاح" و "جلاّد"...ألا ترون معي أن بين الحدّين مستويات كثيرة من الرّتب و المواقف لو أنّنا عالجنا الأمور بقلب سليم؟

التدوينة الرابعة

بسم الله الرحمن الرحيم،
كما وعدتكم أصدقائي و أحبائي الأعزاء ، أودّ الحديث اليوم عن :
المصيبة الثانية
وهي أننا شعب مهووس بالسياسة. لو نظرت من حولك - أخي الكريم - فإنك لن تجد موريتانيا واحدا إلاّ و له كلمة و رأي و تحليل و اجتهاد في السياسة المحلية و الإقليمية و الدولية. ما خلق الله على الأرض مجتمعا كمجتمعنا :يناقش كلّه، و يحلّل كلّه، و يعلّق كلّه، و ينتقد كلّه. ويبني، و يطوي في "السياسة" كلّه. الرّاعي يخوض فيها، و السائق يجادل، و التاجر يحاضر، و الفلاّح ينظّر، و المهندس يؤكّد، و الأستاذ يفنّد، و الحلاّق يؤيّد، و الإمام يسدّد و يندّد، و العسكري يتوعّد و يهدّد...فلا أحد ينوب في السياسة عن أحد. و لا أحد يرضى بأن يكون أقلّ "تسيّس" من أحد...كلّ شبر من الوطن ساحة للنقاش و الخوض في السياسة - ما يهمّنا منها و بالأخص ما لا يهمنا - من أفغانستان إلى ملف إيران النووي،إلى زيارة الرئيس عزيز لدولة أذربجان، إلى حقوق التيبت، و الوضع في الهوندراس، و إصلاح الأمم المتحدة...
السياسة عندنا ملازمة للشاي - فهي "جيمه الرّابعة ، مع اجمر و اجماع و الجّر - فقط مسألة حشو و لهو و فضول...معلومة بالطبع ، لا تحتاج إلى تدريس أو تكوين أو تجربة. فهي ليست مهمّة أو نشاطا أو وظيفة للأحزاب و القيادات و المنتخبين دون غيرهم أو قبل غيرهم ، كما هو الحال في جميع دوّل العالم ، بل هي عندنا مفتوحة الأبواب مطلقا لكلّ من هبّ و دبّ...و في المحصلة : مشهد عبثي غوغائي، و مصيبة كبرى...قد يرى شخص"مكيافيلي" بأنها مصيبة لا تخلو من فائدة، بمعنى أن الناس - و عبر انشغالهم بالسياسة ، أو "بلّتيك"على الأصح - يتوهّمون المشاركة في الشأن العام ، و ينسون همومهم و غمومهم، و يفرّجون عن أنفسهم بصبّ لعناتهم على "السياسة" و "السياسيين" و 'الطبقة السياسية"...إلى أن يختلط "الحابل بالنّابل" و يحترق"الأخضر باليابس"...

يتواصل بحول الله بالحديث عن مصيبة أخرى...لكني - و من الآن -أبشّر القارئ الكريم بأننا سنتناول أيضا جوانب مضيئة من حياتنا،و قيّم عالية و سلوكيات رفيعة هي مصدر فخرنا و اعتزازنا بالانتماء لهذا الشعب الأبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق