الاثنين، 18 فبراير 2013

مقطع الأحجار ....هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية


بقلم : إسلمو ولد أحمد سالم
فرحة عارمة و مشهد  لا ينسى ، و أعداد بحجم المكان و الزمان ، و أعناق مشرئبة تنتظر المولود ، و لحظات جسدت تاريخا مديدا من الصبر و النضال ، و مشهد مهيب يستقبل فيه وزير المياه استقبال الأبطال  ، كلمات تتنزل بردا و سلاما على كل القلوب و نفوس تتدرب على الشكر و الامتنان، أجل ، إنه الماء ، و الماء أخيرا ، بعد عسر ولادة و طول سفر و وقع انتظار ، إنه يوم للتاريخ صبيحة الاثنين ال 19  من فبراير سنة 2013 .
و في صبيحة يوم الاثنين أيضا  16 من مارس سنة 1996 عشنا المشهد نفسه و بنفس النكهة،  و لهجت فيه الألسن بالثناء ، لنكتشف أن الحلم أصبح مأساة ، سنوات من المتاجرة بالصمت و سكان مقطع لحجار حياتهم مجموعة ذكريات تمر في صمت ، يعملون بصمت ، و يضمدون جراحهم في صمت و يدفنون موتاهم بصمت ، أيام وليال تقطر ألما يقطع القلوب، وكان التجلد يقف عند نهايات تلك المشاعر لينقل صوت العقل ويستل الحكمة الجليلة من رحم الفجيعة.
وحده الشباب وقف بالميدان ..امتشق سلاح الكلمة و طفق يسطر البطولات ، مقالات ، مسيرات ، و اعتصامات ، ربيع يولد من رحم المأساة ، أوتار تحرك لها كل الوطن ، و كلمات جعلت المأساة في قلب الحدث ، و مناقب تختفي معها المواقف و السياسيات،   وصلت حجرجة الصوت إلى صاحب القرار ليتخذ القرار ،  فيولد الحلم من جديد و يطول الانتظار ، ولأننا نتقن فن الصبر صبرنا ، ليأتي المخاض و يولد المولود الذي نرجو أن يكون سليما من العيوب.
 كنا نحلم و الحلم شوق بنبض القلب وخفق الروح وتطلع العقل وسبح الخيال و أصبحنا نعيش الواقع  ماثلا أمام العيان ، كنا في زنزانة نراها ونلمس قضبانها ، و أصبحنا أحرار نتنسم عبير الماء والهواء ، قد لا نتقن لغة العرفان بالجميل لغير الله ، و قد لا تتبدل مواقفنا السياسية ، و لكننا سنسجل بحروف ذهب هذا اليوم ومن كان من وراء ميلاده 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق