الأربعاء، 13 فبراير 2013

يا قبره.. كن جنة الخلد( رثاء للفقيد المرابط ولد آبه ، تغمده الله برحمته)


الشاعر أدي ولد دبه
رَأيْنا السّما كادتْ على الأرض .. تُطْبق
 وحَشْرَجَت الأنفاسُ .. تَخْنِقُ .. تَخْنِقُ
ودارتْ بنا الأفـــــــــلاكُ .. لحْظةَ نَعْـيِه
فَحِرْنـــــــا .. أنَنْفي مَوْتَه؟ أمْ نُصَدِّقُ؟
وعُذْنا بـ "طُور" الصّبْر..فانْهَدَّ.. لوْعَـةً
وكلُّ " كَليمٍ " .. يَوْمَ ذا الرُّزْءِ يُصْعَقُ
وقدْ فَجّرَتْ " طــــوفانَ نُوحٍ" عُيــــونُنا
 فَنَحْنُ ـ مَعَ "الجُودِيِّ"و"الفُلْكِ"ـ نَغْرَقُ
وقدْ سَعَّرَتْ " نارُ الخليل" قُلـــــــــــوبَنا
 إذا دُعِيتْ: " بَرْدًا .. سَلامًا "..تَحَــرَّقُ
ولمَّـــا هَزَزْنـــا جِذْعَ كُــــلِّ قصـــــــيدةٍ
 تَساقَطَ سِحْرُ الشِّعْر .. يُرْتَجُ .. يُطْـرِقُ
وُجُومًا..أمامَ الخَطْبِ ..قدْ غامَت الرُّؤَى
 وضاقَ مَجــالُ القوْل .. فالصمْتُ يَنْطِقُ
لقدْ ماتَ رَبُّ " الضادِ " .. سَيِّدُ حَرْفِها
 وبَحْرُ العُلـــــــومِ .. الأَعْمَقُ .. المُتَدَفّقُ 
وشَيْخُ الطريقِ .. المُسْتَقــــيم .. تَصَوُّفًا
 مُنيرُ عَمَــى الدُّنْـيا.. المْرَبِّي .. المُحَقّقُ
خديمُ مُريديهِ .. الرفــــــيعُ .. تَـــواضُعًا
كَتــومُ الأنَـا .. مَهْمـــا زَهَــــا المُتَشَدّقُ
مُعَـلِّــــــي صُروحِ المَجْدِ .. قُطْبُ مَداره
عَمـــيدُ بني" آدبَّ " .. والبَيْتُ مُعْـــرقُ
تأدَّبَ .. فــــــي آدابهمْ .. ذا مَـــــــــآدبٍ
 بها الروحُ..مِثل الجسْم.. تحْيَى وترْزَقُ
أقامَ عَلى ثغْر المَعـــــالي .. "مُــــرابطا "
 فــيا حَـبَّـذا اسْمٌ .. معْ مُسمَّـــاهُ ..أوْفَقُ 
بمَدْرَجَةِ الرُّكْبـانِ .. شــــــــادَ مَثــــــابَـةً
إليهــا قلوبُ الناس .. تَهْوي .. وتَعْشقُ 
"وليس بحَـــــــلاَّل التِّـــلاع مَخَـــــــافَةً"
ولكنْ فَتًى .. يَحْمِي .. ويَهْدي .. ويُنْفِقُ
ويَرْأبُ ثأي النـــــاس .. يجْبرُ كسْـــرَهمْ
يُوَّحِدُ أشْـتـــــاتَ الرُّؤى .. لا يُفــــرِّقُ
تأبَّطَ مِنْهُ القبْرُ مَشْـــــــــــــــــــروعَ أُمّةٍ
تَمَـــــثَّــلَهُ .. فَرْدًا.. وعـــــــاشَ يُحَـقّـقُ
وإنّـــــا ..عَلى آثــاره .. البيضِ .. نَقتفِي
وإنْ كـان ـ فـي شَأوِ العُـلا ـ ليس يُـلحَقُ 
وإنْ يَتَّسِعْ هـــــذا الفَـــــــــــراغُ .. لِفَقْدِه
فمَنْ أحْدَثَ الفَتْقَ الوَســــــيعَ .. سيَرْتقُ
لقد زَرَعَ الاخْــــلاقَ .. مِلْءَ دِمــــــــائنا
 عَسَـى طبْعُـنا .. طبْعَ المُرابطِ .. يَسْرقُ
ومهْمــــا يَـكنْ فَضْلُ الخلائفِ .. بَعْــــدَه
 فإنَّ رَجـــانا ـ في الإلـــــــــه ـ المـُـوَفِّقُ
فيـــا رَحَماتِ اللهِ .. شُــــدّي قــــــــلوبَـن
ا تَعُدْ .. لِمَنــــــاطــــاتٍ .. لَهــا ..تَتَمَزَّقُ 
ويـــــا حُرْقَةَ الفَجْع .. انْطفِــــي .. بٍتَجَلـُّدٍ
فإنّـا .. لـنا ـ قِدْمًا ـ مَعَ الصبْر ـ مَوْثِــقُ
ومَرْجِعُنا للهِ .. مَهْمــــــا تَعــــــــــاظمتْ
مَصائبنا الجُـلَّى .. بـِــنا اللهُ يــــــــرْفقُ
ومــا كان بِـدْعَ الموتِ .. إنّـا سُــــــلالَـةٌ
لِسُبّـــاق أسْـــلافٍ .. بهمْ سوف نَـلحـقُ 
فقبْرُ الفَـقــــيد .. اليوْمَ .. يؤنس روحـــه
ضريــــح أبـــيـنا .. والأقاربُ .. تُحْدِقُ
فإنْ ينقطعْ ـ فوق التراب ـ وصـــــــالهمْ
فذرّاتُـــهمْ ـ تحت التــــــــــراب ـ توثق
فيـــــا قـبْـرَه .. كُنْ جَنّةَ الخلْدِ .. واحْتَفِلْ
بمَنْ كان للأضْيافِ ـ في الجَدْبِ ـ يُغْدِقُ
ويــــا قبْـرَه .. أشْرِقْ سنًى .. مُتَهِـلِّـــــلاً
 لمن كان ـ للراجي ـ يَهـشُّ .. ويُشْــرِقُ
ويـــا قــبْـرَه .. طِبْ مَرْفِـــقًا .. لمقــامـه
فقريته ـ للمُسْتَجـــــــــــــــــيرين ـ مَرْفِقُ
عليه سَلامُ الله .. يَسْقي ضَريــــــحـــــــه
ورَوْحٌ من الرِّضْوان .. بالطــــيب يَعْبَقُ
ولا زال حيا .. في القلـــــــــوب .. بحبه
 يُخَلّدُهُ الذِّكْرُ .. الجمــــــــيلُ .. المُصَدَّقُ

أدي ولد آدب
في رثاء شقيقنا الأكبر المرابط بن آدب المتوفى يوم:3-2- 2013
تغمده الله بواسع رحماته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق