الأربعاء، 31 يوليو 2013

النزعة الربحية لدى الجمهورية .. موسى ولد حامد

كل يوم تطلع فيه الشمس، يحدث في هذا البلد أمر خطير. بل خطير جدا. فالنزعة الربحية لدى الدولة تجعلها تلجأ إلى كل الحيل. إلى كل سبل تصفية الحسابات. إلى كل الحسابات. باختصار.
خلال الأسبوع المنصرم، جاء الدور على أحمد حمزه. تم إرغامه على تسديد مبلغ 350 مليون أوقية، تحت طائلة الزج به في السجن إلى ما لا نهاية. ولا تزال المفتشية العامة للدولة، المجبولة، كما يبدو، على القيام باللعبة الميّالة للثأر والنزاع لدى المواطن الأول في البلد، للأسف، تفقد المزيد من ضميرها. أو ما تبقى منه.
لقد صادق المجلس الحضري، وهو الهيأة التداولية في المجموعة الحضرية لمدينة انواكشوط، بالفعل، على إنفاق المبلغ المذكور. وصادقت عليه الجهة الإدارية الوصية. وكذلك الجهة المالية. إلا أن المفتشية العامة للدولة نبحت. لأن رئيس الجمهورية، وهو في القصر، هنالك، يريدها أن تنبح وتبرز مخالبها.
هذه مسألة خطيرة. خطيرٌ جدا وجسيم أن يتم التلاعب بالنزعة المنحرفة والنذلة، وبالتالي غير المسؤولة، لدى موظفي المفتشية العامة للدولة. هو أمر يستحق أكثر من حوار وتوافق: لا يصح أن تستمر المفتشية العامة للدولة، إلى ما لا نهاية له، في التبعية العمياء المدمرة للمواطنين. إنها أولوية؛ أكثر أولوية من جميع الانتخابات. فاستقرار البلاد وسكينة الفاعلين العموميين والثقة بين السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية أمور تأتي، بالضرورة، قبل أي انتخابات.
وحول هذه الروح الميّالة للثأر، حيث لا يزال التلاعب هو النهج الأسهل لدى الرئيس، تحوم نزعة خسيسة ومغمورة تريد تحقيق المزيد من المكاسب والأرباح منها، مهما كلّف الثمن.
وتحقق وكالة تسجيل الوثائق المؤمنة قصب السبق في هذا المجال. فهي تبدو وكأنها أُنشئت خصيصا لاستدرار الأموال وتحقيق المزيد من الأرباح، على حساب المواطنين المساكين الذين تبيعهم، بلا خجل ولا حياء، خدمة عامة.
إن المتقدمين لاقتناء جوازات من فئة 30 ألف أوقية يسعون، منذ أسابيع، خلف المستحيل. وحدها جوازات السفر من فئة 100 ألف أوقية متوفرة لدى وكالة امربيه. والجوازات الأخرى، من فئة 30 ألف أوقية، موجودة كذلك، ولكن يتم التظاهر بعد توفرها. من أجل تحصيل سيولة نقدية أكثر، عبر بيع أكبر عدد من جوازات السفر من فئة 100 ألف أوقية.
هذه الأشياء تحدث ويتم تلفيقها داخل مؤسستين للدولة. مؤسستان جمهوريتان، كما يقال لنا. إحداهما تبدو أقرب إلى كتيبة عسكرية تنفذ الأوامر، منها إلى مؤسسة للرقابة موقرة وتحترم الشكل والمضمون. أما الأخرى فإنها ممتازة، ببساطة، في النشاط الربحي.

افتتاحية أسبوعية بلادي ليوم أمس الأربعاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق