رسالة البراميل وهدية
الرئيس
محمد محمود ولد أبي
إذا كان الأثر يدل على
المسير والبعرة تدل على البعير،فإن الوعاء يدل على محتواه ويلفت الانتباه إلى
مبتغاه حين ما يحمله النابهون،كانت البراميل الصفراء بقرة بني إسرائيل حاضرة فاقع
لونها،قد أدت ما عليها ؛إذ كانت اللاَّفتة الوحيدة التي استطاعت البقاء والصمود في
وجه عراك الأيادي في لحظة القدوم فاستوقفت الرئيس وفرضت معادلتها الخاصة
فقال للناس وهو على سيارته أنه خلال أربعة شهور سيشرب الذين نصروه وآزروه
والذين كذبوه وخذلوه يعني يشرب الجميع هكذا تحدث الرئيس أو هكذا سمع الناس .
كان الشباب قد أعدوا للرئيس هدية من خالص مائهم برميلا صغيرا يحمل مقدار مما يكفي
للرئيس يومه في المقطع لشرابه وطهي طعامه فبطبيعة الحال ليس ذلك الماء كزمزم ـــ
حاشى زمزما ــ حتى يخص به عزيز وليس عزيز بطبيعة الحال هو عمر بن عبد العزيز حتى
يُقَاسِم الْمَضَارْ لكن ربما من باب أنه رئيس الفقراء فلن يأنف من أن يشرب من
شراب الفقراء،ولم يستلم الرئيس هديته بعد، والسبب معروف مستور. ورجوعا إلى وعد
الشهور السابقة هل يمكن أن يسمح لنا المؤيدون الداعمون له حفظه الله وأعانهم على
السير خلف وعوده إلى يوم معلوم أن نتساءل بعد كل ذلك الزمن : هل شرب الناس بعد
ثمانية شهور متتابعة ،وهل حُقَّ لهم تجديد التظاهر بتجدد موجبه وهل كانت ووعود
الرئيس مجرد كذبة بيضاء جاءت في تاريخها !؟ يقال إن الْــمَحْزُوبَ ليس في سعة من
أمره،غداة الوعد هدأت النفوس و قَبِلَ الناس واستبشروا بما وعد به الرئيس،
وتَسَلوْا لعدة شهور بكائن جامد مُدِدَ على مرمى حجر من وثيقة عزيز . عدة
شهور والوعد في مكانه والمشروع في غيبوبته،تساءل الناس كثيرا عن ذلك المشروع
العتيد العنيد الذي رفض الرضوخ لوعد الوزير ووعود الرئيس،ثم شقت الأرض
شقا وبدأ الحفر وجعل الكائن الوديع في بطن الأرض وإلتأمت جراح شوارع المقطع عليه
بعد نقاهة طويلة وقيل للناس أن عهد الماء قريب غدا أو بعد غد وإن غدا لناظره
قريب . مضت الأيام والليالي والشهور وحسب الناس أنها مسألة وقت،وتخلف الماء وكثرت
المعاذير فقيل ــ والله أعلم ــ أنه تأخر بسبب الإجراءات وأحيانا بسب عوامل لفظية
تأخر، وبسب غير سبب تأخر، وتأخر أيضا لأنه كان مناسبا أن يتأخر، هكذا وهكذا ضاعت
شهور من عُمْرِ المشروع
.
عادت حليمة لعادتها القديمة v
كان من الطبيعي أن يرجع
الحراك لأسلوبه؛ إذ أصبحت من الواضحات أن الوعود لم تتحقق وأن الوزير وسيده
يتناوبون على ذر الرماد في العيون فبعد الأربعة وضِعْفُهَا من الشهور، جاء وعد
الوزير بعشرة ومضى على العشرة ضِعفاها ولم تضخ غير وعود كاذبة خاطئة .
وَقَضَى كُلُّ ذِي
دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ*** وَعَزَّةَ مَمْطُولٌ مُعَنًى غَرِيمُهَا.
أساليب من المماطلة
يُخْشَى معها أن تضيع الجهود سُدىً وأن يصبح وعدُ الماء نِسْياً مَنْسِياً ومن
الغرائب أن تجد في الخلف من يقنعك بأن الماء قد أتى فعلا على حد قول الرئيس على
الهواء، ويبيض لك الأسود، ويبني لك من الحبة قبة من الذين يحسبون كل بيضاء شحمة
وكل بيضاء جبين عروب يتغنون بصدق الرئيس ووعوده وأنه يحتاط في أقواله وأفعاله !!!
وهل الأربعة شهور الماضية إلا من كلامه الأكيد في العهد الجديد !؟ ضاقت الدنيا على
المقطع بما رحبت ولم يدر حاله مع قلة الماء وخُلْفِ السلطان إلا أن المقطع
جدد عهد النضال بشبابه فساروا بقضيتهم إلى ما يحسبونه آخر الطريق فقد استنفد
الحراك كلما في جعبته من أساليب محترمة ولم يبق إلا أساليب أخرى كالاقتحام ومصارعة
شياطين الشرطة عند بوابة الوزير،وللشر أهوالٌ يضيق بها الصدر. إلا أن خيار
الأساليب الناعمة مازال سيد الموقف فتكرير الوقفات رغم أنه مما ملته النفوس،
واعتادت عليه أذن الوزير وقلب الرئيس، قبله الشباب على ثقله وما باليد حيلة ولا
لوم على من بذل جهده . فجاءوا إلى باب الوزير يوم الأربعاء
25//12/2012 وكانت رسالتهم أن يجددوا عهد النضال بجمهورهم الشَّاب حتى يحتفظوا
لقضيتهم بروحها وأن يُوفُوا للإعلام عهدهم ويبلغوه أن وعد الوزير راح سدى، وأنا
نازلون بساحته حتى نذكره بما تناساه، فلم ينجز الوزير وعد المياه،وأن تسمع
بالْمُعْيْدِيِّ خير من أن تراه . أكدوا في نهاية وقفتهم أمام الوزير عزيمتهم
تنظيم نشاط حددوه فيما بعد بمسيرة منددة حسبوا أن أهل المقطع لن يستجيبوا
لها بوزن معتبر،لكثرة ما دعوا إلى مثيلاتها،إلا أنهم قلبوا التوقعات وحضروا بأحجام
كبيرة وخطيرة يوم الخميس3/1/2013م مسيرة ضاق لها باع المفوض والحاكم، وغاب عن
التفاعل معها العمدة لعهد بينه وبين السلطان معز الدين عزيز ألا يشارك إلا في
مسيرات تأييد والتأكيد والتمديد والتمجيد، أو هكذا قال البسطاء في المقطع عن
عمدتهم العظيم . وهذا ولا يزال المشروع المذكور عصيا على الوعود عصيا على التنفيذ
فهل تأخر الماء بسبب أن كبرياءهم يأبى عليهم أن يستجيبوا تحت التصعيد أو أن
السبب في تأخر الماء عن أهله إجراءات روتينية للتأكد من صحته كما يقول المشرفون .
أو أن السبب ليس هذا ولا ذاك بل هو لأجل أن لا يشرب أحد حتى يكون عزيز هو الذي
يفتح الفتح المبين ويزيل الشك باليقين، فيتأخر الضخ إلى حين التدشين وقبل ذلك من
شاء فليعطش ومن شاء فليمت كَمَداً أو انتظارا . وإذا جاء الماء وكان واقعا في مقطع
الحجار فهل ستكون هِبة خالصة أم أنها فعلا كما يقال "امنيحت عنز فثرها عزبة
" أولها وجوب شكر نعمة عزيز على غير أهل عزيز، وتَعَلُّـقُ الدين
بالرقاب وكأنه فُعِلَ غير الواجب واسْتُكْتِبَ غير الكاتب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق