سيمفونية على وتر الماء في مقطع الأحجار (نشرت بتاريخ 14/01/2013)
بقلم
: إسلمو ولد أحمد سالم
منذ عقد من الزمن و يوميات المواطن في مقطع الأحجار مع العطش و نقص الماء لم تختلف: زيارة قبل
طلوع الفجر للحنفيات ، لمدة نصف ساعة لكل يومين، و نسبة تفوق 15 غرام للتر من ملح النيترات و
درجة عالية من التلوث، و اضطراب هرموني
يطال جل السكان ، و انتشار مذهل لأمراض السرطان و أمراض القلب ، و ارتفاع التكلفة
إلى حدود 300 أوقية للمتر المكعب ، المعطيات نفسها ، باستثناء
قصص جديدة حول السفر الطويل و المتقطع للأنابيب من ألاك و المنذر بالاختفاء في أغلب الأحيان .
عام مضى على مجيء رئيس الفقراء و ربما العطشى أيضا و القصص نفسها تتردد على مسامع المواطنين العطشى و الفقراء معا و تأتي سنوات عجاف على قوم ضعاف في صحراء قاحلة يحملقون بأنظارهم في مشروع يخشون أن يترك في منتصف الطريق دون إبداء الأسباب، كما حدث من قبل للكثير من أترابه
عام مضى على مجيء رئيس الفقراء و ربما العطشى أيضا و القصص نفسها تتردد على مسامع المواطنين العطشى و الفقراء معا و تأتي سنوات عجاف على قوم ضعاف في صحراء قاحلة يحملقون بأنظارهم في مشروع يخشون أن يترك في منتصف الطريق دون إبداء الأسباب، كما حدث من قبل للكثير من أترابه
و تأتي أحزب المعارضة بخيلها و رجلها لتزور المدينة و تطلق ندبة
تشقّ دروب الصّمت متناغمة مع خلجات كل أبناء المدينة ، إنه الماء و الماء
هنا هو الوتر الذي يحرك القلوب ، و يقف المواطن حائرا بين الاندفاع مع السيمفونية
التي أطربته أو النأي بنفسه حتى لا تكون العقوبة في تأخير قدوم الضيف القادم من بعيد و الذي طال انتظاره
يومان فقط بعد قدوم المعارضة، و كرد سريع على المهرجان، وتأتي
التلفزة الوطنية لتكشف مستورا لم يلاحظه
لا ساكنو المنطقة و لا المسافرون المارون على طريق الأمل، إنها الآليات و الحفارات و اليد العاملة
الدؤوبة و السكان المستبشرون بقدوم المشروع و لنستيقظ في الصباح الباكر على الطريق
نفسها بجنباتها المقفرة و كأننا كنا في حلم جميل قطعه صوت المؤذن يصدح بالأذان.
سكان المدينة و الذين تعودوا على التأرجح بين الأمل و الإحباط وربما الريبة تجاه الدولة ، يندبون حظهم العاثر مع كل صاحب
قرار جديد و إذا كان
العطش يسبب الغباء فهل يفهم من ذلك استهداف للمستوى المعرفي للمواطنين في هذه
المدينة أم أنه الإمعان في سياسة عدم المبالاة و
الإنكباب على التنظير الجاف، المقطوع من
الواقع.
كل ذلك وغيره و
المواطن في مقطع الأحجار يعيش يومه مشتتا بين هموم حياة ضاغطة لاهثة مجندا كل
طاقاته لمواجهة مخاطر حقيقية ، محافظا على
رباطة جأشه و طلاقة وجهه متمثلا قول الشاعر :
إن
الكريم ليخفي عنك عسرته حتى تراه غنيا و هو مجهود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق