بقلم : إسلمو ولد أحمد سالم
فرحة عارمة و مشهد
لا ينسى ، و أعداد بحجم المكان و الزمان ، و أعناق مشرئبة تنتظر المولود ، و
لحظات جسدت تاريخا مديدا من الصبر و النضال ، و مشهد مهيب يستقبل فيه وزير المياه
استقبال الأبطال ، كلمات تتنزل بردا و
سلاما على كل القلوب و نفوس تتدرب على الشكر و الامتنان، أجل ، إنه الماء ، و
الماء أخيرا ، بعد عسر ولادة و طول سفر و وقع انتظار ، إنه يوم للتاريخ صبيحة الاثنين
ال 19 من فبراير سنة 2013 .
و في صبيحة يوم الاثنين أيضا 16 من مارس سنة 1996 عشنا المشهد نفسه و بنفس
النكهة، و لهجت فيه الألسن بالثناء ،
لنكتشف أن الحلم أصبح مأساة ، سنوات من المتاجرة بالصمت و سكان مقطع لحجار حياتهم
مجموعة ذكريات تمر في صمت ، يعملون بصمت ، و يضمدون جراحهم في صمت و يدفنون موتاهم
بصمت ، أيام وليال تقطر ألما يقطع القلوب، وكان التجلد يقف عند نهايات تلك المشاعر
لينقل صوت العقل ويستل الحكمة الجليلة من رحم الفجيعة.
وحده الشباب وقف بالميدان ..امتشق سلاح الكلمة و طفق يسطر
البطولات ، مقالات ، مسيرات ، و اعتصامات ، ربيع يولد من رحم المأساة ، أوتار تحرك
لها كل الوطن ، و كلمات جعلت المأساة في قلب الحدث ، و مناقب تختفي معها المواقف و
السياسيات، وصلت حجرجة الصوت إلى صاحب القرار ليتخذ القرار
، فيولد الحلم من جديد و يطول الانتظار ، ولأننا
نتقن فن الصبر صبرنا ، ليأتي المخاض و يولد المولود الذي نرجو أن يكون سليما من
العيوب.
كنا
نحلم و الحلم شوق بنبض القلب وخفق الروح وتطلع العقل وسبح الخيال و أصبحنا نعيش
الواقع ماثلا أمام العيان ، كنا في زنزانة
نراها ونلمس قضبانها ، و أصبحنا أحرار نتنسم عبير الماء والهواء ، قد لا نتقن لغة
العرفان بالجميل لغير الله ، و قد لا تتبدل مواقفنا السياسية ، و لكننا سنسجل
بحروف ذهب هذا اليوم ومن كان من وراء ميلاده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق