الخميس، 17 يناير 2013

تأملات في خاطرة ...... لا تغضب أنت شامي يا مقطع لحجار


بقلم : ذ. حدمين ولد عبد الله

الساعة، الآن، هي العاشرة ، وهي الساعة الّتي أخلو فيها إلى نفْسي  بعد أن أخلع جد النهار ودلال اللّيل، فأمعن في التأمل و البحث على النت و القراءة أحيانا.
صادفت في رحلتي هذه خاطرة تحت عنوان (لا تغضب أنت شامي يا مقطع لحجار) و رغم أن العنوان قد يدفعنا إلى تصور صراع دام و حرب تدور رحاها ، فإن الخاطرة ظريفة ، أتقن صاحبها سلاسة التعبير و و صنعة اللغة مع عاطفة جارفة ، تنساب كلماتها رقيقة ، ناعمة لتلامس أذن السامع و كأنها آهات فتية تملكها الشوق والحنين و لوعة الفراق .
 لا أنكر أنني أعجبت كثيرا بالوصف الرائع لمغالبته لنفسه في الكتابة و عدمها و معارك الكر و الفر ، و التأهب و التردد، و الاندفاع و الإحجام  ، ليتمخض الفيل و يلد فأرا ، فيسطر عبارات ، تعكس نفسية صاحبنا المتأرجحة بين الطبيعة الخلقية الوديعة التي لا تحسن المواجهة ، و اللبوس الذي ألبسه بدوافع تظهر جلية من وراء الكلمات و إن حاول إخفاءها .
و مع قناعتي أنه ربما يكون قد انتصر في إقناع نفسه بما كتب فإنني أختلف  معه في أمرين اثنين :
أولهما المنة التي رأى أنها لصاحبه علي و التي لا علم لي بها،  اللهم عن كانت ممن باب القياس و هو أمر أعذره فيه فلا أتوقع منه أن يجعلني في موقع أنزل نفسه منه .
الثانية ما غاب عنه من حقيقة أن العواطف الجياشة و النوايا الحسنة أمور جميلة من الناحية الأدبية ، لكنها لا تؤثر في الواقع و أن مقطع لحجار قد خرج من قوقعته فبإمكانه أن يستوعب كل وافد و يجد فيه كل لاجئ مأمنه ، هذا مع حاجته المتنامية إلى الغربلة في الاتجاه المعاكس.
و رغم سيل الفضائل الذي أطلقه الكاتب على نفسه و على صاحبه مع عدم إنكاري ذلك عليه أو على صاحبه ، و رغم وابل الشتائم التي أتحفني به و الذي يرجع له الفضل في أسبقية إسماعي إياه ، فإنني أعتبر أنني قد اكتشفت موهبة في موطني لا ينقصها إلا إعادة التوجيه .
و في الأخير- و إن رأيتني وافدا -  فإنه  لا هم لي ولا مصلحة ولا أمل ولا رجاء.. إلا أن يظل الشام شاما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق