مرة أخرى عندما أكتب عن "لحراطين" لا أنبش عن الشرائحية في ثوبها
المقيت أو نستعدى الشرائح ضد بعضها البعض معاذ الله ، بل لأني اخترت لحراطين نموذجا
عن الانسان الموريتاني المكبل بأطواق العجز و حلقات الغبن و أسوار الظلم ..
في اللحظات التي نكتب فيها عن لحراطين يكشر الإنصاف عن أنيابه و يشمر الضمير
عن سواعد الجد ليس الا ، فالكتابة كالبكاء والحروف كالدموع كلما ذرفنا الحروف ازحنا
عن انفسنا عبئا
أستغرب اولئك الذين دائما يقولون ان الناس أصبحت سواسية وكلنا فقراء ؛صحيح
، لكن هذا ليس هو الموضوع ، عندما نتكلم أو نكتب عن معاناة لحراطين لانحمل المسؤولية
لأحد لكنها صرخة من أجل الحقيقة نتكلم عن واقع معاش ، هل للناس عيون حقا ؟ أم انها
ستظل تخدع نفسها بنفسها ؟ هلا حدقوا في الشارع ؛ في المنزل في المدرسة في الشغل في
المدن في البلدات الريفية؟
كذبتم ؛ لحراطين لامثيل لهم في مجتمعنا في المعاناة ؛نحن سواسية على الورق
و الواقع يختلف
الفقر ليس عيبا لكن العيب هو ان تبزغ الشمس كل يوم وآلاف الظهور المحدودبة
في الحقول وشلال العرق ينزف من أجساد خائرة وبطون ضامرة ، العيب أن تحدق العيون في
واقع مر و تشعر الضمائر بوخزة تاريخية وبدل ان تندمل الجراح العميقة تزداد ذلا و بؤسا
، حالة اجتماعية ممزقة و سكن بائس و عيشة ضنكة ، وصمت رغم الألم وسكوت رغم الفجيعة
..العيب ان يحتضر البشر العاجزون دون ان نذرف دمعة أو نكتب حرفا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق