"الحرية ليست حجابا يُرمى، ولا دينا يشتم، ولا أخلاقا تُخلع، هي رقي فكر،
واحترام عقل، وبناء مستقبل نظيف" ، حضرتني هذه العبارة بعدما تابعت الزوبعة الإعلامية
التي اثارتها الكاتبة الجريئة تربة بنت عمار ، والتي تراوح حولها الكتاب و المدونون
و حتى أصحاب التعليقات و التغريدات القصيرة بين مكفر موغل في السب و التسفيه ، و مؤيد
متشدد بل متعصب أحيانا في الذود عنها و اعتبار ما صدر عنها إبداعا يستحق الإجلال و
التثمين.
و رغم أنني لم أشعر أن الأمر يستحق كل هذه المواجهات ، إلا أنني وجدت في
نفسي ميلا في تدوين ملاحظتين أساسيتين:
- أن الرغبة في اختطاف الأضواء و شغل الرأي العام قد تجبر صاحبها إلى محاولة
ارتقاء مراقي تدفع به إلى الهاوية ،و لعل أقلها تأثيرا أن يعمد الجمهور المتلقي إلى
تصنيفه في خانة معينة ، وأن يتوقع ما قد يصدر منه ، و هي أمور يمقتها المبدع
الذي يسعى إلى الإبهار و أسر القلوب.
- أن رؤية الأشياء و بالأبيض أو الأسود ، و تصنيفها بالمع أو الضد ،و الحكم
عليها بالتكفير أو التقديس ، أمور لا تخدم
إرادة التفاعل و الحوار و ضرورة صقل المواهب والارتقاء بالمجتمع بل إنها تشكل (فرملة) لتطور الفكر و حركة التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق