"إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء" تذكرت هذا البيت و أنا أخوض مع بعض الأصدقاء في
نقاش حول خصلة كثيرا ما تباهي بها سكان مقطع لحجار ، و هي أن المدينة لا يوجد بها أي
متسول ، فطبيعة المجتمع العشائرية و معطياته الحضارية جعلت الظاهرة محاصرة بعادة التكافل
الاجتماعي داخل كل عشيرة ، إضافة إلى تمسك المجتمع بعاداته الأصيلة في تقييم الأفراد
و الجماعات ، كما أن اندفاع أبناء المدينة في التيارات السياسية منذ الاستقلال جعل
السلوك التحرري يلتصق بالفرد و يدفعه إلى الاستقلالية الاقتصادية والفكرية.
في الأسبوع الماضي قامت وزيرة الشؤون الاجتماعية
و الطفولة و الأسرة بزيارة للمدينة بهدف تقسيم بعض المساعدات على الضعفاء و المحتاجين
و التعاونيات النسوية ، و قد أثار انتباهي شاب في مقتبل العمر يُنِزل شيخا ضريرا يتهادى
على كتف أبنته من سيارة فارهة من أجل عرضه على الوفد ، فشعرت بألم شديد يعتصر في قلبي
كيف أن السياسة بطريقتها الحالية سوف تنسف كل القيم و تقضى على كل الفضائل.
لا يتحمل الشاب المسكين أية مسؤولة فيما
قام بها لأنه مأمور ، غير أنه كان من الأجدر بهؤلاء السياسيين أن يسدوا عوز الشيخ الضرير
و يحافظوا على ماء وجهه، بدل دفع مئات اللآلاف
من أجل استمالة مسؤول وحدة قاعدية للحزب أفرزتها عمليات انتساب مزورة الأسماء و المحاضر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق