تحت "كدية حي التنزاه" المُطلة على بحر
من الأعرشة المتناثرة و المتهالكة أيضا تحبس "اخديْجَ" أنفاسها و تتأوه عند
أكثر الاسئلة شيوعا و إلحاحا في يوميات "الكُزرة" الكبرى ألا هو :
** متى تنتهي معاناة البسطاء في هذا الحي و
هم ينتمون لبلاد من المُحتمل أن تُعاني من كل شيئ سوى أزمة الأرض (مساحة أكثر من مليون
كلم2
** ثم تطوف أرجاء الحي لتلتقي محمد و امبارك
الثنائي المشهور في الكُزرة في عريش لا يقي من الحر و لا من القر (قماش مزقته عاديات
الزمن و تقاسمتْ أشعة الشمس مع الرياح مهمة القضاء عليه) تجلس في زاويته الأخرى فاطمَ
و هي (تبرم الكسكس) و الشمس تميل إلى الغروب و تتسائل ببراءتها المعهودة : (أنت ألي
تدخل بيروهات ماريت أن شي عن اتراب ؟؟؟) .
فيكون جوابي بحسرة تعتصر القلب بالنفي طبعا قبل
أن يتدخل عبدات الذي صادف مروره تلك اللحظة قائلا : أن الوالي أرسل للوزارة و أن بعثة
ستأتي الأسبوع المقبل
.
نظرات الحضور تفوح تفاؤلا و استغرابا مفعما بملايين
علامات التعجب و الإستفهام .
و بنكهة لا تخلوا من طرافة يرد امبارك أن هذه البعثة
لاشك تركب على حمار مدبور لأنها منذ زمن طويل و هي في الطريق !!!!!!
يُسدل الليل ستاره الحالك و تهب رياح الشرق العاتية
ترتجف أجساد الصغار باحثة عن مأوى و حضن دافئ يتقاسم الاطفال الخمس (امبجو) الصغير
الذي يبدو في وسطه خرق
!!!!!!
أين المفر قدركم الإنتظار في حي "الإنتظار"
و في يوميات متشابهة الفرق بينها فقط هو الحديث المتواتر عن زيارة الوزير أو المدير
الذي يقطع روتين و رتابة الحياة هناك .
هذه صورة مصغرة من حياة كل أسرة هناك رغم أن بعضهم
يسعه البناء و التعمير إلا أن الرخصة المنتظرة ظلت حلما بعيد المنال !!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق